على الصائم: أن يصون سمعه عما حرم
الله، فلا يستمع إلى الغيبة، ولا إلى النميمة، ولا إلى قول الزور، وعليه أن يصون
سمعه عن استماع الأغاني والمزامير، عليه أن يصون سمعه عن كل لغو وكل باطل؛ لأنه
صائم، الصائم يصوم سمعه ويصوم بصره ويصوم لسانه عن كل ما حرم الله، فقد يتكلف
الإنسان الصيام بترك الطعام، والشراب، ولكنه لا يبالي بهذه الأمور، لا يبالي
بالسماع المحرم، والكلام المحرم، والنظر المحرم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلهِ
حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» ([1]).
إن الصيام ليس هو مجرد ترك الأكل والشرب، وإنما هو -مع ذلك- ترك كل ما حرم
الله سبحانه وتعالى، وهذه أمور محرمة في جميع الأحوال، وفي جميع الأوقات، ولكنها
على الصائم أشد تحريمًا؛ لأنها تؤثر على صيامه، وقد تذهب بأجره، فيكون مفطرًا في
المعنى، وإن كان صائمًا في الظاهر.
فاتقوا الله عباد الله في صيامكم، وحافظوا عليه من المبطلات والمؤثرات،
فليس الصيام مجرد ترك الطعام والشراب، ولكنه ترك كل ما حرم الله على الصائم.
ثم اعلموا أن الله سبحانه وتعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه حيث قال سبحانه ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب:56].. إلخ الخطبة.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1804).
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد