الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، والهجوا
بالدعاء إلى الله والاستغفار والتوبة إلى الله؛ من أجل أن يرفع ما بكم، ومن أجل أن
يسقيكم الغيث، قال الله سبحانه: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ
ٱلۡحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28]، فلا تقنطوا من رحمة الله سبحانه وتعالى، ولكن اعلموا
الأسباب التي تسبب رحمة الله سبحانه وتعالى، فإن رحمة الله قريب من المحسنين، قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدۡ
أَخَذۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ
لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 130]، وقال سبحانه ﴿وَلَقَدۡ
أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ
لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ ٤٢ فَلَوۡلَآ إِذۡ
جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٤٣﴾ [الأنعام: 42، 43].
فأكثروا من الاستغفار
والتوبة إلى الله، وادعوا الله أن يغيث المسلمين، فإن الله جل وعلا قريب مجيب ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ
عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه وتعالى عن نوح عليه
السلام إنه قال لقومه: ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ
غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ
عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم
بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا ١٢﴾ [نوح: 10- 12]، وقال هود عليه السلام ﴿وَيَٰقَوۡمِ
ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد