×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 في بيان فضل شهر

رمضان المبارك

الحمد لله ذي الفضل والإنعام، أهل علينا شهر رمضان وجعل صيامه أحد أركان الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة من قال: ربي الله ثم استقام: وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من صلى وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما من به عليكم من حلول هذا الشهر المبارك، واسألوه أن يمكنكم فيه من اغتنام أوقاته وفعل الأعمال الصالحة، وأن يتقبله منكم، وأن يجعله شاهدًا لكم عند الله، بما تقدمونه فيه من الخيرات، فإنه شهر عظيم، وموسم كريم، نوه الله بشأنه في كتابه، في قوله سبحانه:﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ [البقرة: 185].

أيها المسلمون: إنه يجب الفرح بهذا الشهر أكثر من الفرح في أي شيء، لأنه من أعظم النعم على هذه الأمة، والفرح بالخير من الفرح بفضل الله ورحمته، وقد أمر الله تعالى به في قوله جل وعلا: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ [يونس: 58]، فمن بلغه الله هذا الشهر ومكنه فيه من فعل الخيرات، حق له أن يفرح بذلك، وأما الفرح بالدنيا وزينتها، فإنه مذموم، كما قال تعالى: ﴿وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ [الرعد: 26]، وقال في حق قارون الذي أوتي الأموال: ﴿لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ [القصص: 76].


الشرح