عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى
بمنه وكرمه، جعل لكم مواسم للعبادة، يضاعف فيها الحسنات، ويكفر فيها عنكم السيئات،
مواسم في اليوم والليلة، خمس مرات في الصلوات الخمس، التي يكفر الله بها الخطايا،
ويرفع بها الدرجات، وموسم في كل أسبوع، وهو صلاة الجمعة، وموسم في كل سنة، وهو شهر
رمضان، وحج بيت الله الحرام، وكلها مكفرات للذنوب إذا اجتنبت الكبائر، قال: «الصَّلَوَاتُ
الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ،
كَفَّارَات لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَت الْكَبَائِرَ» ([1]).
فاشكروا الله سبحانه وتعالى على هذه النعم العظيمة، وقدروا لها قدرها،
وتنبهوا فيها، ولا تمر عليكم وأنتم في غفلة عنها، فتحرموا من ثوابها وخيرها. إن
شهر رمضان له فضائل على غيره.
ومن أعظم فضائله: أن الله اختاره لإنزال
كتابه الكريم، قال سبحانه ﴿شَهۡرُ
رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ
مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ﴾ [البقرة: 185] فلذلك تتأكد تلاوة القرآن في شهر رمضان أكثر من غيره، كما
كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وكما كان السلف الصالح يفعلون ذلك،
فيكثرون من تلاوة القرآن في شهر رمضان أكثر من غيره.
ومن فضائل هذا الشهر: أن الله خصه بليلة واحدة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر، قال سبحانه: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣﴾ [القدر: 1- 3]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ٤﴾ [الدخان: 3، 4]، وهذه الليلة في رمضان قطعًا، ولكن الله لم يبينها
([1]) أخرجه: مسلم رقم (233).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد