في أي ليلة، فتحتمل أنها في أول الشهر، أو في وسطه، أو في آخره؛ ليجتهد
المسلم في كل ليالي رمضان، بالصلاة والدعاء والاجتهاد؛ حتى يكمل له الأجر، فيحصل
على قيام شهر رمضان الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ
إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1])، وقال: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ
قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2])، ويحصل كذلك على قيام ليلة القدر؛ لأنها لا شك أنها مرت به، فإذا قام كل
ليالي الشهر، فلا شك أنها قد مرت عليه هذه الليلة، وحصل على خيرها وبركتها، فيكون
قد اجتمع له قيام الشهر، وقيام ليلة القدر التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِهِ» ([3]).
أما من تكاسل عن قيام رمضان، وعن صلاة التراويح والتهجد في العشر الأواخر،
فإنه حري أن يحرم من هذا الخير العظيم، وهو الذي حرم نفسه، وظلم نفسه.
ومن فضائل هذا الشهر: أن الله سبحانه فرض صيامه على الأمة، كما قال جل وعلا: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]. معنى شهد: حضر، فإذا دخل شهر رمضان، والمسلم حاضر صحيح، فإنه يجب عليه صوم رمضان، وهو ركن من أركان الإسلام، ومن أنكر وجوبه كفر، ومن ترك الصيام متكاسلاً مع إقراره بالوجوب، فقد فعل كبيرة من كبائر الذنوب، وترك واجبًا عظيمًا يستحق عليه الإثم والتعزير والتأديب، ويجب عليه التوبة وقضاء ما أفطر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد