الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله: فإن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هما مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإذا شهدت أن لا إله إلا الله وجب عليك أن تطيع أوامر الله سبحانه وتعالى، وإذا شهدت أن محمدًا رسول الله وجب عليك أن تطيعه فيما يأمرك به وفيما ينهاك عنه، ولنحذر من العقوبة بمخالفة أوامر الله وأوامر رسوله، فإن الله جل وعلا يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
فالذين يخالفون أوامر الله وأوامر رسوله بعد أن تبلغهم، متعرضون لإحدى عقوبتين:
العقوبة الأولى: فسادٌ وزيغٌ في قلوبهم، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الصف:5].
والعقوبة الثانية: أن ﴿يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور:63] في الدنيا، من القتل والعقوبات المهلكة، كالزلازل والبراكين، وغير ذلك من النوازل التي تصيب الناس، أو الأمراض والطواعين والآفات، والجوع، والخوف، ونقص الأموال والثمرات، أو في الآخرة بالعقوبة بالنار - نسأل الله العافية.
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد