الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على جميع نعمه، وأسأله المزيد لي ولكم
من فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن هذه الأموال التي تجمعونها ستسألون عنها يوم القيامة، وتحاسبون عليها حسابًا
دقيقًا، فقد جاء في الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَزُولُ
قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ
فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا عَمِلَ
فِيهِ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ» ([1]) يسأل عن هذا المال دخولاً وخروجًا: من أين دخل عليه؟ هل دخل من حلال، ومن
كسب حلال، أو لا؟ ثم يسأل: فيما أنفقه؟ هل أنفقه في طاعة الله وفيما أحل الله، أو
أنفقه في معصية الله عز وجل ؟
فلا يحملنكم حب المال على المغامرة من غير تفكير في العواقب، فإن المال الحرام -كما سمعتم- إن أكل منه الإنسان، أو شرب منه، أو لبس منه، كان ذلك سببًا في الحيلولة بينه وبين قبول الدعاء عند ربه سبحانه وتعالى: وإن تركه خلف ظهره ووَرَّثُه لغيره، فإنه يتحمل
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2416)، والدارمي رقم (537)، والطبراني في « الكبير » رقم (9772).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد