أوزاره، ويكون لغيره الفائدة، ويكون عليه العقوبة، يكون لغيره نفعه، وعليه
ضرره، فإذا خلفه وراء ظهره، كان زاده إلى النار، هو المسؤول عنه يوم القيامة.
وكذلك الوارث، إذا علم أن هذا المال بعينه حرام، فإنه لا يجوز له أن يأخذه؛
لأنه حرام، أما إذا لم يعلم، فالمسؤولية على من ورَّثه، لكن إذا علم أنه حرام،
فإنه يجب عليه اجتنابه والابتعاد عنه؛ لأنه حرام وخبيث، والله جل وعلا يقول: ﴿قُل
لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِۚ
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة: 100].
فلا يحملنكم الطمع وحب المال على المغامرات، ولا تغتروا بمن لا يبالون، فإن
بعض الناس يقول: هذا شيء عام، وهذا شيء عليه الناس، فيسوغ لنفسه أن يدخل مداخل
الناس، ولا يعلم أنه مسؤول يوم القيامة بمفرده عن نفسه، ولا يُسأل عن أعمال غيره،
وإنما يُسأل عن أعماله هو.
فالواجب على كل مسلم: أن ينجو بنفسه وألا يغتر بمن هلك: كيف هلك؟ وإنما
يعتبر بمن نجا، كيف نجا؟ وهذا يحتاج إلى ورع، وإلى تقوى، وإلى بصيرة، وإلى محاسبة
للنفس؛ لأن المال فتنة، كما قال الله سبحانه: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [الأنفال: 28]، وقال سبحانه وتعالى:
﴿إِنَّ
ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ
٦ وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ ٧ وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ ٨﴾ [العاديات: 6- 8]، والمراد بالخير: المال،
فالإنسان يحب المال حبًا شديدًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد