الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى: ولنحاسب أنفسنا مع نعم الله التي أدرَّها علينا، لنحاسب أنفسنا: هل قمنا بشكرها؟ هل وفينا بحقها؟ وإلا فلنحذر أن يصيبنا ما أصاب الأمم من قبلنا، وما أصاب الأمم التي حولنا، والتي تعيش في زماننا، فإن الله جل وعلا لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم، كثيرٌ من الناس قابلوا نعم الله بالكفر والمعاصي، وفعل المحرمات، وترك الواجبات، فتراهم لا يحضرون المساجد وهم بجوارها، ولا يصلون مع المسلمين وهم أقوياء قادرون على الحضور، ولكن كبلتهم أنفسهم الأمارة بالسوء، وكبلهم الشيطان، فأصبحوا مأسورين لعدوهم، لا يستطيعون الخلاص والخطو إلى المساجد.
النعم التي أعطاها الله لكثيرٍ من العباد أسرفوا فيها، وتكبروا فيها، وأشروا وبطروا نعم الله عليهم، بدل أن يشكروها، وأن يستعملوها في طاعة الله سبحانه وتعالى، تراهم يتسابقون إلى المعاصي، تراهم يتسابقون إلى تدمير بيوتهم، بما يجلبونه إليها من وسائل الفتنة، والبث الفضائي الذي يصب في بيوتهم من بلاد الإباحية والإلحاد والعري والسفور والشرور، فتصبح بيوتهم مصبًا لهذه الفتن بين عوائلهم وأولادهم، هل هذا جزاء
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد