×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 في فضل الصيام

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وفرض علينا الصيام، لتطهر النفوس من الذنوب والآثام، أحمده على جزيل الفضل والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة من قال: ربي الله، ثم استقام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من صلى وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، واشكروه على ما مَنَّ به عليكم من بلوغ شهر رمضان، وتمكينكم من الصيام والقيام، والمسابقة في الأعمال الصالحة في هذه المواسم العظام، فإن هذا هو الذي يفرح به المؤمنون، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ [يونس: 58]، ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يقول: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ. إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» ([1]) ففي هذا الحديث الشريف أربع مسائل:

المسألة الأولى: أن الله سبحانه وتعالى استثنى الصيام من بين سائر الأعمال وذلك أن الأعمال تضاعف، الحسنة بعشر أمثالها، كما قال تعالى: ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ [الأنعام: 160]، وتضاعف إلى سبعمائة


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).