ضعف، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ
يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن
يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261]، إلا الصيام، فإن مضاعفته لا تحصر وإنما يوفى الصائمون
أجرهم بغير حساب؛ لأن الصيام من الصبر، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا
يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [الزمر: 10]، فلا يعلم مضاعفة الصيام إلا الله
سبحانه وتعالى.
فهذا فيه فضل الصيام على سائر الأعمال، وقيل: إن معنى الحديث: أن الله
استثنى الصيام من الأعمال الأخرى؛ لأن أعمال الإنسان يوازن فيها بين الحسنات
والسيئات، ويكفر بأعماله الصالحة ما له من السيئات، ويؤدى منها ما عليه من المظالم
للناس، فقد تفنى حسناته وترجح سيئاته فيدخل النار، وقد يأخذ المظلومون حسناته كلها
حتى لا تبقى له حسنة فيلقى في النار، إلا الصيام فإن الله سبحانه وتعالى يحفظه
للمسلم، يحفظه ويدخره للمسلم، فيدخله به الجنة، وليس للمظلومين والغرماء وصول
إليه، بل إن الله سبحانه وتعالى يحفظه لصاحبه، ويدخله به الجنة، فكفى بهذا فضيلة
للصيام.
المسألة الثانية: قوله سبحانه وتعالى: «إنَّهُ
تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي» هذا فيه: أن الإخلاص
في الصيام أكثر من الإخلاص في غيره من الأعمال الصالحة؛ لأن الصائم ترك شهواته
التي تحبها نفسه، والتي قد يكون محتاجًا إليها أشد الحاجة، تركها لله عز وجل،
فيعوضه الله عز وجل يوم القيامة خيرًا منها؛ لأن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا
منه.
ولهذا كانت الهجرة في سبيل الله من أفضل الأعمال، كانت قرينة الجهاد في
سبيل الله عز وجل، والمهاجرون لهم ميزة على غيرهم من المؤمنين؛ لأنهم تركوا ديارهم
وأموالهم وأولادهم؛ طاعة لله عز وجل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد