في البشارة
بقدوم شهر رمضان
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، جعل لعباده مواسم للخيرات،
يتسابقون فيها إلى الطاعات ورفعه الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له في ربوبيته وإلهيته والأسماء والصفات، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أول سابق إلى
الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أنكم على مقربة من شهر عظيم مبارك، من أمد الله في عمره؛ فإنه سيدركه، وقد كان
النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر، فقد روى أبو هريرة رضي
الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: «أَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ كَتَبَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ،
فِيهِ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ،
وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ
حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ» ([1]).
وكان السلف الصالح، يسألون الله أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يسألونه أن يتقبله منهم؛ لما يعلمون في هذا الشهر من الخير والبركات، فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل لعباده مواسم وأسبوعية وسنوية، يتسابقون فيها إلى الخيرات، ويزيدهم فيها من المغفرة ورفعة الدرجات،
([1]) أخرجه: النسائي رقم (2106)، وأحمد رقم (7148).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد