الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين. من استعان به أعانه، ومن توكل عليه كفاه وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وسلم تسليمًا كثيرًا...
· أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن هذه الفتن التي أخبر عنها وحذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم لها دعاة من شياطين الإنس والجن يروجونها ويبثونها بين الناس في وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعات وقنوات فضائية، وقد وصفهم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها، قيل صفهم لنا يا رسول الله، قال: «هُم قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([1])، والله تعالى أخبر أن الشيطان يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، وقال عن الكفار: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ﴾ [البقرة: 221]، وقد يظهر دعاة الفتنة بمظهر العلماء ويحللون للناس ما حرم الله، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان يكذب الرجل الكذبة فتبلغ المشارق والمغارب، وما ذاك - والله أعلم- إلا بواسطة وسائل الإعلام الحديثة، وقال: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد