واعلموا أنه لا ينجي من الفتن إلا التمسك بكتاب الله عز وجل، قال صلى الله
عليه وسلم: «أَنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ». قِيلَ: وَمَا الْمَخْرَجُ
مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «كِتَابُ اللهِ» ([1]) وكذلك التمسك بما كان عليه سلف هذه الأمة كما قال الإمام مالك رحمه الله:
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وكذلك مما ينجي من الفتن كثرة الدعاء
والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى: ﴿رَبَّنَا
لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا﴾ [آل عمران: 8]، ﴿رَبَّنَا
لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ۖ﴾ [الممتحنة: 5].
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات
ومن فتنة المسيح الدجال، اللهم قنا شر الفتن ومضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله...
إلخ الخطبة.
***
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2906)، والبغوي في « شرح السنة » رقم (1181).
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد