×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 في التحذير من الزنا وأسبابه

الحمد لله رب العالمين، حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونهى عن فعل الأسباب الموصلة إليها؛ حمايةً للمسلمين من الشرور والفتن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً شهد بها لنفسه، وشهد له ملائكته وأولو العلم من خلقه ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [آل عمران: 18]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ البلاغ المبين، وترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32]، نهى سبحانه وتعالى عباده أن يقربوا الزنا، وهذا نهى عن فعل الزنا وعن أسبابه الموصلة إليه؛ وذلك لشناعته وقبحه وسوء آثاره على المجتمع، ولهذا قال: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ [الإسراء: 32]، والفاحشة هي: ما تناهى قبحه، فالزنا قبيح، تنفر منه العقول السليمة، والفطر المستقيمة، وتنهى عنه جميع الشرائع الربانية؛ لما فيه من القبح، ولما فيه من الشناعة؛ لأن هذا الإنسان خلقه الله وكرمه، وأباح له الطيبات، فإذا تعدى الحلال إلى الحرام سقط من الإنسانية إلى حضيض البهيمة.

ولهذا يقول جل وعلا: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ 


الشرح