فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧﴾ [المؤمنون: 5- 7]، الله جل وعلا أباح لعباده الاستمتاع بما أحل لهم من
الحلال من الزوجات وملك اليمين؛ لما في ذلك من المصالح العظيمة، ولما في ذلك من
بقاء النسل، والانكفاف عما حرم الله سبحانه وتعالى، ولهذا يقول النبي صلى الله
عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ
فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ
لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» ([1]).
فالزنا قبيح متناهي القبح، وسماه الله جل وعلا: فاحشة، وهذا أبلغ في الذم
والتنفير منه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ أَحَد أَغْيَر مِنَ اللهِ
أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ» ([2]) فمن فعل الزنا فقد أغضب الله سبحانه وتعالى، وحري أن ينزل الله به العقوبة
الشنيعة، حيث قال عنه: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ
فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32]، ساء طريقًا إلى الشر والهلاك، فالزنا طريق إلى الهلاك؛ لما
فيه من إفساد المجتمعات، ولما فيه من جلب الأمراض الفتاكة، ولما فيه من خلط
الأنساب، ولما فيه من ضياع الأعراض، ولما فيه من إيقاع العداوات بين الناس، فهو
سبيل إلى كل هلاك وإلى كل دمار.
ولذلك حرم الله الوسائل: التي تقضي إلى الزنا، فحرم سبحانه وتعالى النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه من النساء والصور الفاتنة؛ لأن ذلك يدعو إلى الوقوع في الفاحشة، فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، قال تعالى: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠ وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1806)، ومسلم رقم (1400).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد