الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، يا من
تعودتم على العبادة والطاعة في هذا الشهر الشريف، واصلوا أعمالكم في بقية أعماركم
وفي جميع أيامكم، فإن الله سبحانه وتعالى رقيب عليكم في جميع الأوقات. إن الله
سبحانه وتعالى حق لا يموت، فإذا انتهى شهر رمضان، فإن عمل المسلم لا ينتهي إلا
بالموت، قال الله تعالى: ﴿وَٱعۡبُدۡ
رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99].
يا من تعودتم على ارتياد المساجد، والتردد عليها، والجلوس فيها، داوموا على
هذا العمل الجليل في سائر سنتكم، فإن المساجد بيوت الله، جعلت لكم؛ لتؤدوا فيها
عباداتكم، وتستريحوا فيها من أشغال الدنيا بأعمال الآخرة، فلتكونوا من عمار
المساجد، الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّمَا
يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ
فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18].
يا من تعودتم تلاوة القرآن العظيم في هذا الشهر، داوموا على تلاوة القرآن
في سائر أيام السنة وشهورها، فإنكم بحاجة إلى هذا القرآن العظيم، الذي هو نور لكم،
وطريق لكم إلى الجنة، وهو حبل الله
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد