المتين، فلا تفلت أيديكم من هذا القرآن، داوموا على تلاوته، ليجعل المسلم
له حزبًا من القرآن كل يوم لا يتركه، حتى يختم القرآن في شهر أو أقل من ذلك.
يا من تعودتم على الصدقات، داوموا على بذل الصدقات والإحسان، فإن المحاويج
موجودون في رمضان وغير رمضان.
يا من تعودتم على قيام الليل، اجعلوا لكم نصيبًا من قيام الليل طوال السنة،
ولو قل، ولا تفرطوا في ذلك، فإنكم بحاجة إلى قيام الليل، وأحب العمل إلى الله
أدومه وإن قل.
والله جل وعلا لا يمل حتى تملوا، فكيف الإنسان يزرع زرعًا، ويجتهد فيه، ثم
يتركه يموت ولا يستفيد فيه؟ كذلك الذي اجتهد في هذا الشهر وزرع زرعًا، فلما خرج
الشهر قطع عنه الماء وتركه يموت، ولم يستفد منه.
فاتقوا الله عباد الله، وواصلوا الأعمال الصالحة، فإنكم بحاجة إليها،
وتوبوا إلى الله من جميع ذنوبكم وخطاياكم وتقصيركم.
ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله. إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد