الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أن من الكفر بأنعم الله: الاستهانة بها واحتقارها، فكثيرٌ من الناس يسرفون في المطاعم والمشارب، ثم يأكلون منها القليل، ويهدرون الكثير منها، يهدرونه في المزابل لا ينتفع به أحدٌ، ولا يكرمون نعم الله ولا يحترمونها، فمثلهم مثل البهائم التي تأكل من طعامها ثم تدوس بقيته بأقدامها وتروث عليه وتبول.
فاتقوا الله عباد الله، وقروا نعمة الله واحترموها، ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ َ﴾ [الأعراف: 31].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ الخطبة.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد