الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واقتدوا بسلفكم
الصالح مع الأولاد، فقد كان السلف الصالح يهتمون بشؤون أولادهم، ويربونهم التربية
الصالحة، ويوجهونهم الوجهة السليمة، قال الإمام إبراهيم النخعي رحمه الله: كانوا
يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار. إذا سمعوا الطفل يحلف ضربوه؛ من أجل أن
يعظم اليمين بالله، ويتجنب الكذب، وإذا شهد الطفل ضربوه، من أجل أن يتجنب شهادة
الزور والكذب، ولا يقولون: هذا طفل صغير؛ لأن الطفل الصغير ينشأ على ما تعوده،
فتنمو معه هذه الأخلاق، إن كانت صالحة أو كانت فاسدة.
فلا تتهاونوا بشأن الأطفال وتقولوا: هؤلاء أطفال صغار، فالنبي صلى الله
عليه وسلم أمركم أن تأمروهم بالصلاة لسبع، أي: في سن التمييز، مع أنهم أطفال لا
تجب عليهم الصلاة، لكن من أجل أن ينشؤوا على العبادة ويألفوها، وتكبر معهم
أهميتها، حتى تسهل عليهم بعد بلوغهم؛ لأنهم تَعودوها وعُوِدُوها في صغرهم.
وماذا كان من عناية السلف الصالح من صحابة وتابعين وأتباع التابعين، من
آثار جيدة في توجيه شبابهم؟ وقد نشأ منهم القادة الذين فتحوا الفتوحات في المشارق
والمغارب، كخالد بن الوليد
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد