والمثَّنى بن حارثة، وأسامة ابن زيد، ومحمد الثقفي، وغير هؤلاء من شباب
المسلمين، الذين قادوا الجيوش وهم في سن مبكرة، وفتحوا البلاد؛ لأنهم وُجهوا
الوجهة السليمة، ونشئوا النشأة الصالحة، فجمعوا بين قوة الشباب وقوة الإيمان، كان
منهم الفقهاء العظماء، الذين لا يوجد بالأمم مثلهم، كان منهم القضاة الذين ضربوا
أروع المُثل في العدالة وفي القضاء، والحكم بين الناس، كان منهم الدعاة إلى الله
الذين اهتدى على أيديهم غالب أهل الأرض من عرب وعجم.
كل ذلك بجهود الشباب الصالحين؛ لأن الكبار، وإن كان فيهم الخير الكثير،
وفيهم الحكمة، لكن الكبر يحول بينهم وبين مزاولة هذه الأعمال الشاقة، أما الشباب:
فإن الله أعطاهم قوة الشباب، وقوة التفكير والإدراك، فإذا وجهوا وجهة سليمة، كانوا
قوة لا تضاهى بأيدي المسلمين، أما إذا لعبت فيهم الشهوات والمخدرات والمسكرات
والإباحية وعكفوا على التلفزيون وعلى السينما والمسرحيات، وعكفوا على وسائل
التدمير، فماذا ترجون منهم بعد ذلك؟!
اتقوا الله عباد الله، وحافظوا على أولادكم، ولا تتهاونوا في هذا الأمر أو
تكلوه إلى غيركم، كلكم راع وكلكم مسؤولون عن رعيتكم.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد