الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى،
واعلموا أنه كما يجب عليكم ترك المفطرات الظاهرة، فإنه يجب عليكم أيضًا ترك
المفطرات الباطنة، وهي: كل ما حرم الله سبحانه وتعالى، فيجب على الصائم أن يتجنب
المحرمات، كالنظر إلى الحرام، كالنظر إلى النساء بشهوة، والنظر إلى الأفلام
الخليعة والصور الماجنة، والسماع المحرم، كاستماع الأغاني والمزامير، والكلام
المحرم، كالغيبة والنميمة، والشتم وقول الزور، وكل ما ينطق به اللسان من الكلام
المحرم، وكذلك بقية المحرمات التي نهى الله عنها ورسوله.
فإن المسلم يصوم عن المحرمات في كل حياته بمعنى أنه يتركها في كل حياته،
ولكن الصائم يتأكد في حقه ذلك، فالصائم عليه صومان، صوم عن المحرمات، وصوم عن
المباحات من الأكل والشرب وسائر المفطرات، أما غير الصائم فعليه صوم واحد دائم
أبدًا وهو الصوم عما حرم الله سبحانه وتعالى، فقد يصوم الإنسان ظاهرًا بترك الأكل
والشرب والمفطرات الحسية، لكنه لا يصوم باطنًا عن الغيبة والنميمة، والشتم وقول
الزور، وغير ذلك من المحرمات فلا يكون له أجر في صيامه، بل يتكلف الجوع والعطش،
وليس له أجر عند الله سبحانه وتعالى،
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد