كما قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ،
فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» ([1])، فقد يعمل الإنسان العمل الظاهر، ويتقيد بالأوامر في الظاهر، لكنه ليس له
أجر في ذلك؛ لأنه لم يتجنب ما يضاد ذلك ويفسده من المحرمات التي تحرم عليه كل حين
وأوانٍ.
فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على صيامكم من كل مفسد ومؤثر، حتى يكون لكم
ذخرًا عند الله، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: «الصَّوم لِي، وَأَنَا أَجْزِي
بِهِ، إنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي،وَلَخُلُوفُ
فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ
فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ» ([2]).
فاتقوا الله عباد الله، حافظوا على صيامكم؛ ليكون لكم ذخرًا عند الله
سبحانه وتعالى، ولا يكون تعبًا بلا فائدة.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد