الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، أحمده وأشكره وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا
الله، وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، بلغ البلاغ المبين، وتركنا على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه وكل من اتبع سنته وتمسك بدينه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: لا يخفاكم ما تعج به دنيا
الناس اليوم من الفتن العظيمة من جميع النواحي، وخصوصًا: ما تجلبه وسائل الإعلام
المرئية والمسموعة والمقروءة من الشرور والفتن، فتن الشبهات في الدين، وفتن
الشبهات مما يعرض في وسائل الإعلام من مختلف أقطار العالم ولا سيما في الفضائيات -
التي غزت بلاد المسلمين أشد من غزو الصواريخ المدمرة تصب في بيوت كثير من الناس
اليوم لكن الناس لا ينتبهون ماذا تجلب هذه الوسائل من العري والتفسخ، وخلع جلباب
الحياء، وفعل الفواحش، وتعليم السرقة والسطو والنهب، وغير ذلك من تدمير العقائد،
وتدمير الأخلاق، وتدمير مصالح الدنيا والدين، وهذا ما يريده أعداؤنا، وهذا سلاح
اليهود الذين يريدون تدمير العالم، يريدون ألا يبقى إلا هم على وجه الأرض، وإن بقي
أحد فيريدونه منسلخًا عن الدين، لا دين له؛ لأنهم شعب الله المختار، كما يقولون،
يريدون من غيرهم أن يكون خادمًا لهم، يسيطرون عليه. هذه خطة اليهود، لعنهم الله،
وقد جندت لها هذه الوسائل الخبيثة التي ليس فيها
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد