×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

حرب، وليس فيها سلاح، وليس بها تعب، تأتي إلى الناس في عقر دورهم، وتؤثر في قلوبهم، وتؤثر في سلوكهم، وتؤثر في أخلاقهم، وتفسد نساءهم وأولادهم، وتفسد كل شيء، إلا من رحم الله عز وجل.

فاتقوها يا عباد الله، اتقوها واحذروها، واحذروا عقاب الله أن يعم الجميع، قال الله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الأنفال: 25]، فعلينا أن نحذر من هذه الفتن العظيمة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول «اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» ([1]) شرع لنا صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء أن نقوله في كل صلاة، في التشهد الأخير من الصلاة؛ لعظيم فائدته؛ لأنه حصن حصين يقي المسلم، إذا قاله بقلب حاضر واستحضر معناه، ودعا الله به، فإن الله يحميه ويعصمه من هذه الفتن، وهذه الشرور الحاضرة والمستقبلة، في الحياة وبعد الممات.

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ الخطبة.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1311)، ومسلم رقم (588).