×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أن لقبول الدعاء أسبابًا، ولعدم قبوله أسبابًا.

فأعظم أسباب قبول الدعاء: الاستجابة لله عز وجل، وحضور القلب، قال سبحانه:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ [البقرة: 186].

أما الدعاء من القلب الغافل اللاهي، فإنه لا يُستجَاب، كما جاء ذلك في الحديث.

وكذلك من أسباب قبول الدعاء أكل الحلال، والتغذي بالحلال.

ومن موانع الدعاء: أكل الحرام، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الذي يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا ربَّ، يا ربَّ، ومطعمه حرامٌ وملبسه حرامٌ، وغُذِّي من بالحرام فأنى يُستجاب لذلك؟!

ومن موانع قبول الدعاء: الاعتداء في الدعاء، قال سبحانه: ﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ [الأعراف: 55]، ومن الاعتداء في الدعاء: رفع الصوت في الدعاء، حتى يبعث ذلك على الرياء والسمعة، ولذلك قال: ﴿وَخُفۡيَةًۚ، أو يؤذي من حوله من


الشرح