المصلين، أو التالين لكتاب الله، أو الذين يشتغلون بالدعاء، فلا يرفع الإنسان صوته بالدعاء والاستغفار والذكر، وإنما يدعو ويرفع صوته بقدر ما يُسمِع نفسه.
وكذلك من الاعتداء في الدعاء: الابتداع، بأن يدعو الله بدعاءٍ لم يرد في الكتاب ولا في السنة، بل يكون دعاءً مبتدعًا، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وكذلك الابتداع في الدعاء بأذكارٍ جماعيةٍ، كما تفعله الصوفية المبتدعة، بأن يرفعوا أصواتهم جماعةً بالدعاء وكذلك الذين يدعون بصوتٍ جماعي في الطواف والسعي، هذه صفةٌ لم يشرعها الله ولا رسوله؛ وهي صفةٌ مبتدعةٌ في الدعاء، وهي من العدوان الذي يسبب عدم قبول هذا الدعاء.
وكذلك من الاعتداء في الدعاء: أن يسأل الله إثمًا أو قطيعة رحمٍ أو يدعو على من لا يستحق الدعاء من المسلمين، فتأدبوا في ذكركم لله وفي دعائكم لله بآداب الشرع، حتى يستجاب دعاؤكم.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ الخطبة.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد