×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

في ختام الشهر المبارك أيضًا

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أهل شهر رمضان على عباده، ليغتنموا مواسم الخيرات، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من الأسماء والصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اعتبروا بمرور الليالي والأيام، واعلموا أنها من أعماركم، وأنها تقربكم، من آجالكم، وأنها خزائن لكم عند الله سبحانه وتعالى بما تودعونه فيها من خير أو شر. بالأمس تستقبلون شهر رمضان، واليوم تودعونه، وتطوون صحائفه، وهكذا الدنيا: حلول وارتحال، سئل نوح، وقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، كيف وجدت الدنيا؟ فقال: كمن دخل من باب وخرج من باب آخر.

فهكذا الإنسان، يدخل هذه الدنيا يوم ولادته من باب، ويخرج يوم وفاته من الباب الآخر، ولكن العبرة بما خرج به، فمن الناس من يخرج بالسعادة والأعمال الصالحة والزاد الطيب، ومن الناس من يخرج مفلسًا من الأعمال الصالحة، محملاً بالأوزار والذنوب، ولا مناص له ولا رجوع له ليصلح ما أفسد، فيندم حين لا ينفعه الندم، ويتأسف إذا زلت به في القيامة القدم.

فاتقوا الله عباد الله، وتذكروا أحوالكم ومصيركم، وأصلحوا أعمالكم. إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل والانصرام، وإنه شاهد 


الشرح