لنا أو شاهد علينا بتصرفاتنا فيه، فمن كان محسنًا: فليحمد الله، وليسأله
القبول، وليستمر في الأعمال الصالحة إلى الممات، وما أقرب الممات! ومن كان مفرطًا
ومضيعًا: فعليه بالتوبة، وعليه بالمبادرة بالتوبة قبل فوات الأوان، وليختم شهره
بخير ختام، فإن الأعمال بالخواتيم، ولا تهملوا أنفسكم، وتنسوا أعمالكم، وتضيعوا
مصيركم ومستقبلكم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الْكَيِّسُ -يعني:
العاقل - مَنْ دَانَ نَفْسَهُ -يعني حاسبها- وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ،
وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ
الأَْمَانِي» ([1])، فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم، وتوبوا إلى ربكم.
عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى شرع لكم في ختام هذا الشهر أعمالاً صالحة
تودعونه بها:
من ذلك: الاستغفار، فأكثروا من الاستغفار، فإن الاستغفار تختم به الأعمال
الصالحة، وتختم به صلاة الفريضة، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الفريضة
قال -وهو مستقبل القبلة-: أستغفر الله، أستغفر الله، استغفر الله. ثلاث مرات،
ويختم به قيام الليل، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ
بِٱلۡأَسۡحَارِ﴾ [آل عمران: 17]
ويختم به العمر، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣﴾ [النصر: 1- 3]، وهذه علامة أعطاها الله لنبيه يعرف بها نهاية عمره: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النصر:1] يعني فتح مكة ﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾ [النصر:2]
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد