×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

لنا أو شاهد علينا بتصرفاتنا فيه، فمن كان محسنًا: فليحمد الله، وليسأله القبول، وليستمر في الأعمال الصالحة إلى الممات، وما أقرب الممات! ومن كان مفرطًا ومضيعًا: فعليه بالتوبة، وعليه بالمبادرة بالتوبة قبل فوات الأوان، وليختم شهره بخير ختام، فإن الأعمال بالخواتيم، ولا تهملوا أنفسكم، وتنسوا أعمالكم، وتضيعوا مصيركم ومستقبلكم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الْكَيِّسُ -يعني: العاقل - مَنْ دَانَ نَفْسَهُ -يعني حاسبها- وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَْمَانِي» ([1])، فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم، وتوبوا إلى ربكم.

عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى شرع لكم في ختام هذا الشهر أعمالاً صالحة تودعونه بها:

من ذلك: الاستغفار، فأكثروا من الاستغفار، فإن الاستغفار تختم به الأعمال الصالحة، وتختم به صلاة الفريضة، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الفريضة قال -وهو مستقبل القبلة-: أستغفر الله، أستغفر الله، استغفر الله. ثلاث مرات، ويختم به قيام الليل، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ [آل عمران: 17]

ويختم به العمر، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣ [النصر: 1- 3]، وهذه علامة أعطاها الله لنبيه يعرف بها نهاية عمره: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ [النصر:1] يعني فتح مكة ﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا [النصر:2]


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).