فإن هذا دليل على نهاية عمر الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه أدى مهمته،
وبلَّغَ رسالته، ونصح أمته، حتى أتاه اليقين من ربه عز وجل ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ
وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ [النصر:3] والحكمة في ختم الأعمال والأعمار
بالاستغفار: أن الأعمال والأعمار لا تخلو من تقصير وخطأ، فالاستغفار يرفع ما بها
من الأخطاء.
والحكمة أيضًا: أن الإنسان لا يغتر بأعماله، بل يعتبر نفسه مقصرًا في حق
الله سبحانه وتعالى، مهما عمل، فلذلك يستغفر الله من التقصير، هذا وهو يعمل
الأعمال الصالحة، يستغفر الله، فكيف بالذي يعمل الخطايا والذنوب ولا يستغفر؟! ولا
حول ولا قوة إلا بالله.
شرع الله سبحانه وتعالى في ختام هذا الشهر: التكبير﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]، والتكبير
يشرع إذا ثبت هلال شوال ليلة عيد الفطر، ويستمر المسلمون في التكبير، من ثبوت
الهلال إلى أن يصلوا صلاة العيد، وهم يكبرون الله، في المساجد، وفي البيوت، وفي
الطرقات، يكبرونه على ما هداهم ووفقهم.
ومما يختم به هذا الشهر من الأعمال الصالحة: إخراج صدقة الفطر، وتسمى: زكاة الفطر، وهي فريضة على كل مسلم، صغيرًا كان
أو كبيرًا، ذكرًا كان أو أنثى، حرًّا كان أو عبدًا، يكون عنده ما يستطيع به أن
يخرج زكاة الفطر فاضلاً عن كفايته وكفاية من يمونه، يومه وليلته.
وهي طهرة للصائم، وطعمة للمساكين، فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم
صاعًا من طعام، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من زبيب، أو صاعًا من
أقط، على الغني والفقير، والذكر والأنثى،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد