×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

في العشر الأواخر من رمضان

الحمد لله رب العالمين، فضل بعض مخلوقاته على بعض ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ [القصص: 68]، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ﴿يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ [النور: 44]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، المهاجرين منهم والأنصار، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واستبقوا الخيرات قبل فواتها، فها أنتم الآن في العشر الأواخر من شهر رمضان، التي هي أفضل أيام الشهر، والتي هي موسم الإعتاق من الناس، فاجتهدوا فيها بصالح الأعمال، اقتداءً بنبيكم صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها، وهذه العشر لها خصائص عظيمة:

الأولى: أنها هي العشر التي ترجى فيها ليلة القدر أكثر من غيرها، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتحرى هذه الليلة الشريفة في هذه الليالي المباركة، وهي ليلة خير من ألف شهر، من وفق لها وقامها إيمانًا واحتسابًا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه.

ومن خصائص هذه العشر المباركة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف فيها، والاعتكاف معناه: المكث في المسجد لعبادة الله، والاعتزال عن الناس، والتخلي لذكر الله سبحانه وتعالى، وترك أشغال الدنيا، والإقبال على


الشرح