الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى.
عباد الله: اعلموا أن لاستصلاح
الأولاد وتربيتهم على الخير مصالح عظيمة لآبائهم ولعموم المسلمين، قال صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث:
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو
لَهُ» ([1]) فصار في استصلاح المولود وتربيته على الخير والطاعة فائدة عظيمة في الحياة
وبعد الممات، ففي الحياة يكونون قرةً لأعين آبائهم، يسرون بهم في حياتهم،
وينفعونهم، وإذا ماتوا فإنهم يدعون لهم، ويتصدقون عنهم، ويحجون ويعتمرون عنهم،
ويستغفرون لهم.
فما بالكم بالأولاد الفاسدين، والأولاد غير الصالحين؟ ماذا ينتفع آباؤهم
منهم في حياتهم وبعد مماتهم، إنهم لا يجنون منهم إلا الضرر والحسرات، كما هو
الواقع لكثير ممن ضيعوا أولادهم.
كذلك يا عباد الله، من التربية الصحيحة: أن لا يحيف الوالد مع بعض أولاده، فيعطي بعضهم ويحرم البعض الآخر، قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد