اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ» ([1])، ولما أعطى بعض الصحابة بعض ولده عطيةً وجاء ليشهد الرسول صلى الله عليه
وسلم قال: «أَكُل أَوْلاَدِكَ أَعْطَيْتَ مِثْلَ هَذَا؟» قَالَ: لاَ.
قَالَ: «أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، فَإِنِّي لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ.
أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا فِي الْبِرِّ لَكَ سَوَاءً». قَالَ: نعم. قَالَ: «فَلاَ
إِذًا» ([2]).
وبعض الآباء إذا نُصح في تربية أولاده ومتابعتهم، يقول: الصلاح بيد الله، والهداية بيد الله. نعم، إن الصلاح بيد الله، والهداية بيد الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القصص: 56]، ولكن للصلاح والهداية أسباب تبذلها أنت، فإذا قمت بالأسباب وأديت الواجب، فإن الهداية بيد الله، أما إذا أهملت وضيعت، فإن الله يعاقبك بفساد أبنائك؛ لأنك أهملتهم وضيعتهم، ولم تقم بالواجب عليك نحوهم، ولم تبذل الأسباب الصحيحة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([3])، المولود يولد على فطرة صحيحة قابلة للخير والتوجيه، فهي مثل التربة الصالحة، قابلة للزراعة والنبات، ولكن هذه التربة وهذه الفطرة إذا أُهملت وتُركت، أو وُجهت وجهة سيئة، فإنها تُفسد وتُضيع؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ» أي يجعلانه يهوديًا «أَوْ يُنَصِّرَانِهِ» أي: يجعلانه نصرانيًا «أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» أي: يجعلانه مجوسيًا، وذلك بسبب تربيته على هذه الملل الكافرة، وصرفه عن ملة الإسلام التي ولد مفطورًا عليها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2447).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد