الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن مما شرعه الله لكم أيضًا في ختام هذا الشهر: إتباعه بصيام ستة أيام من شوال،
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ
شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» ([1])، فيستحب صيام هذه الستة، إما من أول الشهر، وإما في وسطه، وإما في آخره،
وكلما بادر بها المسلم فهو أحسن.
أيها المسلمون: إن شهر رمضان قد انتهى ورحل، وهو شاهد لكم عند الله جل وعلا بما أودعتموه من صالح العمل، أو شاهد عليكم بما ضيعتموه وما أهملتموه مما يجب عليكم في هذا الشهر، ولكن باب التوبة مفتوح، والاستغفار يمحو ما كان من سيء، ويزيد في الحسنات، فلا تيأسوا من رحمة الله، ولا تقنطوا من رحمة الله، عليكم بمواصلة الأعمال الصالحة، يا من تعودتم قيام الليل في هذا الشهر، واصلوا قيام الليل في بقية السنة بما تيسر لكم من قيام الليل، ولو قل، فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. يا من تعودتم الصيام في هذا الشهر، صوموا من السنة ما شرع لكم النبي صلى الله عليه وسلم صيامه، من صيام الاثنين
([1]) أخرجه:مسلم رقم (1164).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد