×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 في بيان أحكام الصيام

الحمد لله ذي الفضل والإحسان، اختص شهر رمضان بفريضة الصيام وإنزال القرآن، وجعله موسمًا للرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة الحق والإيمان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا ربكم، وعظموا شهركم.

عباد الله: مما خص الله به هذا الشهر: فريضة الصيام، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ [البقرة: 185]، والصيام هو: الإمساك -بنية- عن المفطرات الحسية والمعنوية، وذلك ابتداء من طلوع الفجر الثاني كل يوم، إلى غروب الشمس، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ [البقرة: 187]، فجعل سبحانه مدة الصيام اليومي من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، وطلوع الفجر يعرف بالمشاهدة، أو بالاعتماد على القرائن التي تغلب على الظن طلوع الفجر، كالتوقيت المحلي المعتمد وأذان المؤذنين.

ومن هنا يجب على المؤذنين -وفقهم الله- أن يتقيدوا بالتوقيت، فلا يتأخروا عنه؛ لئلا يغروا الناس؛ لأن الناس يعتمدون على أذانهم، فإذا تأخر المؤذن عن طلوع الفجر، كان سببًا في أن بعض الناس


الشرح