فالله جل وعلا يمهل ولا يهمل، فلنحذر من عقوبة الله سبحانه وتعالى إذا نحن رفضنا أوامره ونواهيه، وبقينا على شهوات أنفسنا وأطماعنا، فالمؤمن يقدم طاعة الله وطاعة رسول الله على كل شيءٍ فإن الله سبحانه وتعالى خلقك لعبادته، وأنت عبده، تأتمر بأوامره، وتنتهي بنواهيه، وهذا معنى العبودية لله لأنك عبدٌ لله، ولست عبدًا لهواك وشهواتك، كما قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ﴾ [القصص: 50]، بل بيَّن سبحانه وتعالى أن طاعة الهوى شركٌ بالله عز وجل، قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 23].
فلنتق الله في أنفسنا ولنحترم أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36]، ﴿وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا﴾ [الجن:23].
فعلينا أن نحذر من المخالفة لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم اعلموا -رحمكم الله- أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد