ويتجلى ذلك في صلاة التراويح وصلاة التهجد، فصلاة التراويح سُنَّة سَنَّها
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قام بأصحابه في رمضان ليالي: ثلاثًا أو أربعًا،
ثم تخلف عنهم، وذكر لهم أنه ما تخلف عنهم إلا خشية أن تفرض عليهم، فبقي الصحابة
يصلونها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد أبي بكر وأول خلافة عمر،
يصلونها أفرادا وجماعات متفرقين، فلما كان في خلافة عمر رضي الله عنه، رأى أن
يجمعهم على إمام واحد، كما كان ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا
يصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم جماعة واحدة، فجمعهم، على أُبي بن كعب رضي
الله عنه، فكان يصلي بهم ثلاثًا وعشرين ركعة، عشرون ركعة للتراويح، وركعتان للشفع،
وركعة للوتر، فكان المجموع ثلاثًا وعشرين ركعة، صلوها في مسجد النبي صلى الله عليه
وسلم بمحضر من المهاجرين والأنصار، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة
ركعة، وفي رواية: لا يزيد على ثلاث عشرة ركعة، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي
وحده وكان يطيل القيام، ويطيل الركوع، ويطيل السجود، وقد وصف لنا حذيفة بن اليمان
رضي الله تعالى عنه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل، حينما قام معه
ليله من الليالي، قال. افتتح البقرة، فقلت: يركع عند المئة، ثم مضى حتى ختمها، ثم
افتتح النساء، ومضى حتى أكملها، ثم افتتح آل عمران ومضى حتى أكملها، لا يمر بآية
فيها رحمة إلا وقف وسأل، ولا بآية فيها عذاب إلا وقف وتعوذ. قرأ السور الثلاث
الطوال التي تبلغ خمسة أجزاء وربع الجزء تقريبًا في ركعتين، مع طول القيام، وطول
الركوع حيث كان ركوعه نحوًا من قيامه، وكان سجوده نحوًا من ركوعه عليه الصلاة والسلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد