﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7]، ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53].
فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على نعمه، وشكر الله هو: الثناء عليه بنعمه، وذلك يتكون من ثلاثة أمورٍ، لا يصح ولا يتم الشكر إلا بها ولا يتحقق:
الأمر الأول: التحدث بنعم الله ظاهرًا باللسان، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ﴾ [الضحى: 11]، فيتحدث الإنسان بنعم الله ويذكرها، ويعدد ما يعلم منها، ويثني على الله بها، ويُذكِّر الناس بها.
الأمر الثاني: الاعتراف بها باطنًا، بأن يعترف في قلبه أن هذه النعم من الله، لا بحوله ولا بقوته، فيشكر الله عليها، ويعلم أن الله قادرٌ على سلبها وعلى تبديلها، يعترف بذلك في قلبه، ولا يرى أنه حصل على هذه النعم بكده وكسبه وحوله وقوته، كحالة قارون الذي لما ذكَّره قومه بشكر نعم الله عليه وما أتاه من الكنوز، ﴿قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ﴾ [القصص: 78]، أي: أعطاني الله هذا المال؛ لأنني أستحقه، أو: كسبته بخبرتي وعلمي وقوتي، فجحد فضل الله عليه، ونسب ذلك إلى نفسه -والعياذ بالله- فكانت عاقبته ما تعلمون أن الله جل وعلا خسف به وبداره الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
الأمر الثالث: -وهو المهم- صرفها في طاعة مسديها وموليها، وهو الله سبحانه وتعالى ؛ بأن يستعان بها على طاعة الله، أو أن تُصرَف فيما أباح الله، أما من صرف نعم الله في معصية الله، واستعان بها على الكفر
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد