والمعاصي والفسوق، فإن هذا كافر لنعمة الله عز وجل، قد عرَّضها للزوال، وعرَّض نفسه للوعيد.
فاتقوا الله عباد الله، لابد أن تجتمع هذه الأركان عند المسلم: أن يتحدث بنعم الله، ويعترف بها بقلبه، ويصرفها في طاعة الله عز وجل.
أما الذي يصرف النعم في معصية الله، ويتكبر في أرض الله، والذي يستعين بها على الفسوق والعصيان، كالذي يسافر بها إلى بلاد الكفر والمجون، وينفقها على كل رذيلةٍ، فهذا كافرٌ لنعمة الله، وهذا إنما استدرجه الله بإعطائه هذه النعم؛ ليأخذه على غرة، والعياذ بالله، ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥﴾ [الأنعام: 44، 45].
نعم، لقد أنعم الله علينا بنعمٍ عظيمةٍ ليست عند غيرنا، فيجب علينا الشكر أكثر من غيرنا، أعطانا الله سبحانه وتعالى أعظم النعم، وهو هذا الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]، فالمسلم في نعمةٍ عظيمةٍ، يعرف ربه، ويعبد ربه، ويشغل حياته فيما ينفعه عند الله يوم لقائه، كثيرٌ من الناس حُرمِوا من نعمة الإسلام، فهم يتخبطون في الكفر والإلحاد والشكوك، والفسوق والمعاصي، والبدع والخرافات، كثيرٌ من الناس سُلِبوا نعمة الدين فأصبحوا في غفلةٍ عن الله عز وجل، لا يعرفون ربهم، ولا يقيمون دينهم، وإنما هم كالأنعام، بل هم أضل، والعياذ بالله.
فتنبهوا عباد الله، تمسكوا بهذا الإسلام، تمسكوا بأوامره، واجتنبوا نواهيه، وأدوا فرائضه، وأعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد