الصلوات الخمس، حافظوا عليها في المساجد والجماعات، فإنها عمود الإسلام، وحافظوا على بقية الطاعات وتجنبوا جميع المحرمات، فإن هذا هو الإسلام، وليس الإسلام باللسان فقط، بأن يقول الإنسان: أنا مسلمٌ، ولا يعمل بأحكام الإسلام، ولا يتجنب ما يناقض الإسلام من الشرك والكفر، فهذا ليس له من الإسلام نصيبٌ وإن تسمى به.
أنعم الله عليكم بالأمن والاستقرار، فأنتم آمنون في بيوتكم، آمنون في بلادكم، آمنون في أسفاركم، لا تخشون إلا الله عز وجل، تسيرون أينما تريدون في شرق البلاد وغربها، بعيدًا وقريبًا، وأنتم آمنون مطمئنون لا تخافون إلا من الله عز وجل، لا يعتدي عليكم سارقٌ، ولا يعترضكم قاطع طريقٍ، ولا يصدكم عن حاجتكم صادٌّ، هذا من أكبر النعم، إن بلادًا كثيرةً فقدت هذه النعمة، فصاروا في خوفٍ وقلقٍ، سلط الله عليهم الجبابرة، وسلط الله عليهم الطغاة، فساموهم سوء العذاب، يهدمون بيوتهم ويشردونهم من ديارهم، ويسلبون أموالهم، بل وأعظم من ذلك، يُعتَدَى على حرماتهم، وتُنتَهَك أعراضهم، أصبحوا في قلقٍ وفي ضيقٍ وشدةٍ، فاقدين للأمن، لا يطمئنون ليلاً ولا نهارًا، دائمًا قلوبهم واجفةٌ، يتوقعون كل مصيبةٍ؛ لأنهم فقدوا هذا الأمن الذي يعيشون فيه، فاشكروا الله على هذه النعمة العظيمة؛ لئلا تزول.
أنعم الله عليكم بكثرة الأرزاق والأموال، بينما كثيرٌ من أهل البلاد من حولكم في فقرٍ وفاقةٍ وجوعٍ، لا يجدون ما يأكلون، ولا يجدون ما يلبسون، ولا يجدون ما يسكنون، إلا قليلاً منهم وهم خائفون، وأنتم ترفلون في هذه الأرزاق العظيمة، وفي هذه الأموال الطائلة، فاشكروها؛ لأجل أن تستقر وتثبت وتزيد، ولا تكفروها فـ ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ [الرعد: 11].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد