×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

وتلاوة القرآن فيها فضل عظيم في رمضان وفي سائر الشهور، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ (الم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1])، ففي كل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فهذا فضل عظيم لتلاوة هذا القرآن في هذا الشهر وفي غيره.

وقال صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» ([2]).

فدل على أنه مطلوب من المسلم أن يقرأ القرآن، بحسب استطاعته، حتى ولو كان بالتهجي، ولو كان يتعتع فيه، فله أجران: أجر التلاوة، وأجر المشقة التي يلقاها في تلاوته، وليس من اللازم أن لا يقرأ القرآن إلا من كان يحفظه كله، فإن بعض الناس إذا كانوا لا يحفظون القرآن، أو لا يحسنون قراءته كله من المصحف، يتركون تلاوة ما يحفظونه من السور وهذا غلط عظيم، فعلى المسلم أن يتلو من القرآن ما تيسر، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ [القمر: 17]، وقال تعالى: ﴿فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ [المزمل: 20] فعلى المسلم أن يقرأ ما يستطيع من القرآن، إن قرأه كله فهذا أفضل وأتم، وإلا فإنه يقرأ ما يحفظ من السور، وما يحسن قراءته من السور؛ ليحصل على هذا الأجر العظيم.

·        وللتلاوة آداب:

أولها: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، عند بدء التلاوة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ [النحل: 98].


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2910)، والطبراني في « الكبير » رقم (8646).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4653)، ومسلم رقم (798).