×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

ومن آداب التلاوة: أن يقول: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، في بداية السورة؛ لأن الله افتتح السور بـ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، فيجهر بالبسملة إن شاء، وإن شاء أتى بها سرًا، إلا في الصلاة فإنه لا يجهر بها، وإنما يأتي بها سرًا؛ لأن هذا هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وفعل خلفائه، ما كانوا يجهرون ب﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِـ، وإنما كانوا يبدؤون الصلاة بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفَاتِحَة: 2]، يعني: أول ما يسمع منهم: الحمد لله، وهو أول الفاتحة، فدل على أنهم لا يجهرون بـ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ.

ومن آداب التلاوة: ما دل عليه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [الأعراف: 204]، فيجب الاستماع للقرآن، ولا يجوز التشاغل والقرآن يقرأ بل يستمع لكلام الله سبحانه وتعالى ؛ لأنه يخاطبه ويدعوه، يأمره وينهاه فلا يُعرض عن سماع القرآن لقوله ﴿فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ [الأعراف: 204] والإنصات قطع الحركة، يستمع إليه وهو يمشي، أو يستمع إليه وهو في عمله، لكن مع السكون والطمأنينة؛ من أجل أن يحصل على هذا الوعد الكريم ﴿لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [الأعراف: 204] من أجل أن يحصل على الرحمة، فمن لم يستمع للقرآن إذا تلي، أو لا ينصت للقرآن إذا تلي، فإنه يكون محرومًا من هذه الرحمة التي وعد الله تعالى بها من استمع وأنصت.

فاتقوا الله عباد الله، وبادروا الأوقات قبل فواتها، واغتنموا الفضائل قبل انقضائها، فإنها تمر وتزول، ولا يبقى لكم إلا ما ادخرتموه واغتنمتموه من فضائلها.


الشرح