جُنُوبِكُمۡۚ﴾ [النساء: 103] فمطلوبٌ من العبد أن يذكر الله دائمًا وأبدًا، في بيته وفي المسجد وفي دكانه وفي مكتبه، وفي طريقه، يذكر الله قائمًا وقاعدًا وعلى جنب، ولا يكلفه ذلك ولا يشق عليه، مع أنه يقربه إلى ربه سبحانه وتعالى، وتُغرَس له بالذكر في الجنة أشجارٌ، وتُبنَى له فيها بيوتٌ، كما صحَّ بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك نهى الله عن الغفلة عن ذكره سبحانه وتعالى، فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا﴾ [الكهف: 28]، فالغافل عن ذكر الله يموت قلبه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ» ([1]).
فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من ذكر الله عز وجل.
وأما الدعاء: فإنه هو العبادة، كما قال الله جل وعلا: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، الذي يستكبر عن دعاء الله فإنه يكون من أهل النار، أما الذي يذكر الله فإن الله يستجيب له ويكون من أهل الجنة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([2])، والله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يدعوه ويسألوه، ويغضب عليهم إذا لم يَدْعُوه؛ لأنه سبحانه وتعالى جوَّادٌ كريمٌ، رحيمٌ، يحب من عباده أن يدعوه؛ ليستجيب لهم ويرحمهم ويكرمهم، وهذا من فضله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6044)، ومسلم رقم (779).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد