أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى
اللهِ الأَْمَانِي» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ
بِهِ نَسَبُهُ» ([2]).
ونحن نقرأ هذا في سورة الفاتحة في كل ركعة من صلاتنا، وفيها هذه الأقسام
الثلاثة في قوله تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾[الفاتحة: 6- 7]، فالذين أنعم الله عليهم هم: الذين جمعوا بين العلم النافع
والعمل الصالح، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ
فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ
وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء:69].
وأما المغضوب عليهم فهم: الذين عندهم علم بدون عمل، وذلك يشمل كل من اتصف
بهذه الصفة من اليهود وغيرهم.
وأما الضالون فهم الذين يعملون على غير علم، سماهم الله ضالين؛ لأنهم
يسيرون على غير هدى، كالذي يسير مع طريق وهو لا يعرفه، ولا يدري إلى أين ينتهى،
فإن ماله إلى الهلاك.
ثم اعلموا عباد الله: أن العمل الصالح لا يقبل عند الله سبحانه إلا إذا
توفر فيه شرطان أساسيان:
الشرط الأول: أن يكون خالصًا لوجهه سبحانه وتعالى، ليس فيه شرك أصغر ولا أكبر، فإن الشرك الأكبر -والعياذ بالله- يحبط جميع الأعمال، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الزمر: 65]، وأما الشرك الأصغر، كالرياء والسمعة، فإنهما يحبطان العمل الذي وجدا فيه فقط، فمن عمل عملاً يرائي به،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد