أو يريد السمعة والمدح والثناء، فإنه لا ثواب له عند الله، يقول الله له
يوم القيامة: اذهب إلى الذين كنت ترائيهم في الدنيا: هل تجد عندهم جزاءً؟
وأما الشرط الثاني: فإنه المتابعة للرسول صلى
الله عليه وسلم، بأن يكون العمل موافقًا لما جاءت به سنة الرسول صلى الله عليه
وسلم، وهذا بخلاف البدعة، فإن البدعة مردودة؛ لأنها ليست مما جاء به النبي صلى
الله عليه وسلم، قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ
رَدٌّ» ([1])، أي: مردود عليه، لا يقبل عند الله؛ لأنه بدعة، لم يشرعه الله، والله جل
وعلا لا يقبل من الأعمال إلا ما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وقال: «وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2]) فمهما أتعب المبتدع نفسه، فإنه لا يصعد له عمل إلى الله سبحانه، وأعماله
البدعية كلها مردودة عليه، بنص هذا الحديث الشريف وغيره.
وأيضًا: قد يعمل الإنسان أعمالاً صالحةً خالصةً لوجه الله عز وجل، وموافقة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه يسلط عليها ما يتلفها ويذهب بها، وذلك بأن يتسلط على الناس بالظلم لهم، ويتسلط على الناس بالغيبة والنميمة والشتم والسباب وغير ذلك، ويتسلط على الناس في أموالهم، فيظلم الناس بسلب أموالهم، إما بالغضب وإما بالسرقة، وإما بالخصومات الفاجرة، وإما بالغش في المعاملة، ثم يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال، فيأتي وقد ضرب هذا، وقد شتم هذا، وأخذ مال هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه للغرماء، فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين ثم تطرح عليه فيطرح في النار.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد