وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ
أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ﴾ [محمد: 33]، نهي سبحانه وتعالى أن يبطل الإنسان عمله، أو يتلف عمله بعد ما
يتعب فيه، فيأتي يوم القيامة ولا ثواب له عند الله سبحانه وتعالى، أو يأتي يوم
القيامة بأعمال صالحة يأخذها المظلومون منه.
فعلى المسلم أن يحاسب نفسه، وأن يصلح عمله، وأن يتخلص من مظالم العباد قبل
أن يأتي يوم لا يمكنه أن يتخلص منها.
فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن
توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله ﴿يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ
مِنكُمۡ خَافِيَةٞ
١٨ فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ
بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ ١٩ إِنِّي
ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ
٢٠ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٢١ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ٢٢ قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ ٢٣ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا بِمَآ
أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ ٢٤ وَأَمَّا
مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ
كِتَٰبِيَهۡ ٢٥ وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ
٢٦ يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ ٢٧ مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ ٢٨ هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ ٢٩ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ
ذِرَاعٗا فَٱسۡلُكُوهُ ٣٢﴾ [الحاقة: 18- 32].
فتحفظوا -عباد الله- على أعمالكم أكثر مما تتحفظون على أموالكم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ
٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 1- 3].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 4 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد