ضلالها، وكلها في النار، إما أنها في النار لكفرها، وإما أنها في النار لضلالها، ولا ينجو من هذا الاختلاف، ولا ينجو من النار إلا فرقةٌ واحدةٌ، هي التي بقيت على الكتاب والسنة لم تبدل ولم تغير.
والنوع الثاني: فتنة الشهوات، وهذه الشهوات تتنوع، فالمال فتنةٌ، والأولاد فتنةٌ، والنساء فتنةٌ، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [الأنفال: 28]، فالله يبتلي بالمال، لأن المال يغري الإنسان، وقد يشغله عن طاعة الله، وعن أداء العبادات، قد ينشغل الإنسان بجمع المال والسعي وراء المال حتى عن عبادة الله سبحانه وتعالى الواجبة ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ﴾ [المنافقون: 9]، قد ينشغل الإنسان بجمع المال وتنميته واستثماره، حتى يأخذ عليه ليله ونهاره، فلا يبقى عنده وقتٌ للعبادة، وإن جاء إلى العبادة فإنه يأتي بقلبٍ مشغولٍ، ويأتي إلى العبادة وهو على مضضٍ، لا يذوق لها طعمًا، وإنما يؤديها بالحركات دون القلب.
وكذلك: ينشغل بالمحافظة على هذا المال، لئلا يضيع، فهو دائمًا يحرسه ويخاف عليه، وكذلك يُفتَن في الإنفاق، فيمسك ويبخل عما شرع الله الإنفاق فيه، وتشح نفسه حتى بالزكاة الواجبة، وقد ينفقه في الحرام واتباع الشهوات المحرمة، ويتوسع فيه بغير ما أحل الله، ولهذا جاء في الحديث: «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]).
وكذلك الأولاد فتنةٌ، فقد يشغلون والدهم عن ذكر الله عز وجل، بمتابعتهم ومراقبتهم، أو قد يأخذه حبهم والشفقة عليهم، فلا يأمرهم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2950).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد