ومن الناس من لا يهتم بشهر رمضان على أنه شهر عبادة، وإنما يهتم به على أنه
شهر مآكل ومشارب، فيشتري أنواع المأكولات وأنواع المشروبات والمشتهيات، ويملأ بطنه
منها، ثم يسهر على القيل والقال، وعلى معاصي الله سبحانه وتعالى، ثم يملأ بطنه مرة
ثانية في آخر الليل، ثم ينام ويترك صلاة الفجر، وقد يستمر في نومه إلى غروب الشمس،
لا يصلي، ولا يذكر الله عز وجل، جيفة بالنهار، لاعب في الليل، يهيم في الشوارع كما
تهيم الكلاب، طول ليله بالشوارع وفي الأسواق التي يرتادها النساء، يطارد النساء،
ويغازل النساء، أو يجلس على لهو ولعب ومشاهدة لأفلام خليعة، أو على لعب الميسر
والقمار، بما يسمونه بلعب الورق.
هذا شعور بعض الناس بشهر رمضان، عنده أنه شهر إعطاء للنفوس بما تشتهي، وشهر
للراحة والغفلة والإعراض، ولم يعلم أن شهر رمضان شهر للسهر في العبادة والصيام
وتلاوة القرآن والذكر، ليس شهر راحة، وإنما هو شهر عبادة، صيام بالنهار وقيام
بالليل، وتلاوة للقرآن، وذكر لله عز وجل.
هذا شهر رمضان عند أهل الإيمان، وهذا شهر رمضان عند أهل الحرمان.
فاتقوا الله عباد الله، واستدركوا أوقاتكم قبل فواتها، فقد جاء في الأثر:
أن هذه الأيام خزائن، يضع فيها الإنسان أعماله، فإذا كان يوم القيامة فتحت هذه
الخزائن، فالمسلم يجد في خزائنه الرحمة والكرامة، والمضيع يجد في خزائنه الحسرة
والندامة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد