قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَئِذٖ
تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ ١٨ فَأَمَّا
مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ ١٩ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ ٢٠ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٢١ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ٢٢ قُطُوفُهَا
دَانِيَةٞ ٢٣ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا
بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ ٢٤﴾ [الحاقة: 18- 24]، ﴿أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ
ٱلۡخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 24]، يعني: الماضية في الدنيا، هذا الجزاء لكم بسبب ما قدمتموه
في الدنيا في أيامكم وأعماركم الماضية.
﴿وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ
كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ ٢٥ وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ ٢٦ يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ ٢٧﴾ [الحاقة: 25- 27]، يتمنى
أنه لم يبعث، وأن الموت كان هو القاضية فيكون ترابًا ﴿يَٰلَيۡتَهَا
كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ ٢٧ مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي
مَالِيَهۡۜ ٢٨﴾ [الحاقة: 27، 28]، لو كان عنده أموال الدنيا قال: ﴿مَآ
أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ ٢٨ هَلَكَ عَنِّي
سُلۡطَٰنِيَهۡ ٢٩﴾ [الحاقة: 28، 29]، قال الله جل وعلا لملائكته: ﴿خُذُوهُ
فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ
فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعٗا فَٱسۡلُكُوهُ ٣٢ إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ ٱلۡعَظِيمِ ٣٣ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ ٣٤ فَلَيۡسَ لَهُ ٱلۡيَوۡمَ هَٰهُنَا حَمِيمٞ ٣٥﴾ [الحاقة: 30-- 35]، أي:
صديق، ليس له أحد يرحمه ويناصره ﴿فَلَيۡسَ
لَهُ ٱلۡيَوۡمَ هَٰهُنَا حَمِيمٞ ٣٥ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا
مِنۡ غِسۡلِينٖ ٣٦﴾ [الحاقة: 35- 36].
فاتقوا الله عباد الله، وفكروا في أحوالكم،
واستدركوا أوقاتكم قبل فواتها
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم... إلخ الخطبة.
***
الصفحة 3 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد