أرأيتم أو سمعتم ما يحدث من الزلازل؟ وهي: حركات يسيرة تحدث للأرض بإذن
الله سبحانه وتعالى في بضع ثوان، أو جزء من الثانية، فماذا يحدث من آثار ذلك من
التدمير، وهلاك النفوس، وضياع الأموال؟ وماذا يحدث من الترويع؟ وماذا يحدث من
التشريد؟ على إثر حركة بسيطة، يحرك الله جل وعلا بها جزءًا من الأرض، يخوف بذلك
عباده سبحانه ﴿ءَأَمِنتُم مَّن
فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦ أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ
حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ ١٧﴾ [الملك: 16، 17].
إنكم تسمعون ما يحدث من هذه الزلازل المروعة، وتسمعون ما يحدث من الأعاصير
المدمرة، وتسمعون ما يحدث من الحروب الطاحنة، وتسمعون ما يحدث من حوادث المراكب
الجوية والبرية والبحرية، مما ينجم عنه هلاك كثير من النفوس في لحظه واحدة، كل ذلك
يخوف الله بها عباده؛ لأنه سبحانه وتعالى غيور، يغار إذا عُصي أمره لا أحد أغير من
الله سبحانه وتعالى، ولكنه حليم يمهل ولا يهمل ﴿وَكَذَٰلِكَ
أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ
أَلِيمٞ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102].
فهذه الأمور التي تحدث من هذه الحوادث المروعة والمتنوعة، كلها مذكرات
للعباد ليتوبوا إلى الله؛ لأنها ما حدثت إلا بسبب ذنوبهم، وبسبب معاصيهم ﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ
ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ
وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٩٦ أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا
بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ ٩٧ أَوَ أَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم
بَأۡسُنَا ضُحٗى وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ ٩٨ أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ
مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩٩
أَوَ لَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن
لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ
لَا يَسۡمَعُونَ ١٠٠ تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰ